نسيم اليمن نائب مدير المنتدى
المزاج : الجنس : الابراج : الأبراج الصينية : عدد مشاركاتي : 186 تاريخ الميلاد : 07/05/1996 العمر : 28 موقعك المفضل : ww.asd-ye.mam9.com العمل/الترفيه : طالب الصفة : صريح واقعي رسائل sms : اللهم بارك لنا فيما أعطيتنا الدوله : اليمن المدينة : ذمار نشاطي % : 112 أنضم ألينا في : 03/01/2009
| موضوع: بعض العبر والدروس في سورة يوسف 4 2/7/2009, 5:48 pm | |
| خامساً : جزاء الإحسان
المتأمل في آيات هذه السورة العظيمة يجد فيها ثناء لله سبحانه على نبيه يوسف u بصفتين مهمتين هما الإحسان والتقوى .
فيوسف u قائم بأمر الله متجنب لنواهيه , مقدم محاب الله على محاب نفسه , مخلص في عبادته باذلاً فيها الجهد والنصح حتى تكون على ما أمر الله , فهو يعبد ربه كأنه يراه , ومع ذلك فهو محسن إلى عباد الله يبذل ما يستطيع لنفعهم والإحسان إليهم, فكان جزاء يوسف u الإحسان إليه ونصره في أوقات حياته العصبية الصعبة التي يحتاج فيها المرء إلى العون والتثبت من الله سبحانه وجاء ذلك في عدّة مواضع من هذه السورة منها :-
1- أعطاه الله النبوة والحكم بين الناس والعلم الكثير بسبب إحسانه في عبادة الله حيث أن الإحسان في العبادة طريق ييُسر لصاحبه طريق العلم ويفجر فيه ينابيع الحكمة, قال تعالى: ]وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ[ (يوسف:22)
2- تمكين الله سبحانه ليوسف u في أرض مصر يتخذ منها منزلاً حيث يشاء بعد السجن والصبر على ما أصابه من أذى امرأة العزيز , حيث اختصه الملك لنفسه ليكون لديه وزيراً فقال تعالى: ] وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ[ (يوسف:56)
ثم ذكر الله سبحانه في الآية التالية لها بأن هذا جزاءه في الدنيا وأن ما أدخره الله له في الدار الآخرة أعظم وأكثر, فقال تعالى: ]وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ( َ (يوسف:57) 3- اعتراف يوسف u بنعمة الله عليه وعلى أخيه من التمكين في الدنيا بسبب تقواه وصبره وحسن عبادته فقال تعالى: ] قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِين[ (يوسف:90) فالله سبحانه واسع الجود والكرم , يجود على عبده بخير الدنيا والآخرة , وطريقة الحصول عليهما يكون بالاستقامة على الإيمان والتقوى وفي هذا تسلية لمن قدر عليه رزقه في الدنيا بأن الآخرة خير وأن فيها عوض عن الدنيا وما فيها من زخرف ومتاع, كما قال تعالى: )وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ ( (يوسف:57)
4- تخليص الله سبحانه ليوسف u من مؤامرة امرأة العزيز له بسبب إخلاصه لله سبحانه وتعالى في جميع أموره , فالله سبحانه يدافع عن المرء بسبب إيمانه , وصدق إخلاصه من أنواع السوء والفحشاء , وأسباب المعاصي , وما هو جزاء لإيمانه وإخلاصه لقوله تعالى: ]وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِين َ[ (يوسف:24) سادساً : الدعوة إلى الله وتعليم الناس الخير
عندما دخل يوسف u السجن لم يستسلم للأحزان ويركن إلى الدعة والكسل بل استثمر وجوده في السجن لدعوة الناس إلى الخير وإلى عبادة الله وحده وترك الشرك , وأخذ يستغل الفرص التي يجدها أمامه لنشر الدين القويم الذي يؤمن به, ويؤمن به آباؤه من قبل إبراهيم وإسحاق ويعقوب عليهم السلام وهو الحنيفية السمحة, فعندما استفتاه الغلامان عن تأويل رؤاهما وجد إقبالهما عليه عَمِد إلى دعوتهم إلى التوحيد وإفراد الله بالعبادة , ودعاهم إلى المقارنة بين الشرك بما فيه من متناقضات وبدع وأرباب متعددة وبين عبـادة الله الواحد القهار, فقال تعالى:] يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ[ (يوسف:39)
وفي هذا أوضح بيان على أهمية الدعوة إلى الله وتعليم الناس الخير وتبصيرهم أمور دينهم وبذل الجهد والوسع في ذلك كل على حسب حاله , فقد قال r : «بلغوا عني ولو آية» رواه البخاري, ثم رغبنا في الدعوة إلى الله ببيان أجرها , فمن علّم سنة واحدة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة , قال r : «من سن في الإسلام سنة حسنة , فله أجرها, وأجر من عمل بها بعده , من غير أن ينقص من أجورهم شيء, ومن سن في الإسلام سنة سيئة , كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده , من غير أن ينقص من أوزارهم شيء » رواه مسلم . وعن أبي هريرة t أن رسول الله r قال: «من دعا إلى هدى , كان له من الأجر مثل أجور من تبعه, لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً , ومن دعا إلى ضلالة , كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه , لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً» رواه مسلم سابعاً : حسن التخطيط للمستقبل
عبّر يوسف u رؤيا الملك عندما رأى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع بقرات عجاف بأن الناس سيصابون بسبع سنين مخصبات يكثر فيها الزرع ثم يأتي بعد ذلك سبع سنوات قحط , وبعدها يأتي عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون , قال تعالى:]قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلاً مِمَّا تَأْكُلُونَ * ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلاً مِمَّا تُحْصِنُونَ * ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ [(يوسف:47-49) والمتأمل في الآيات يجد أن يوسف u لم يكتفِ بتأويل الرؤيا, ولكنه من تمام نصحه وإخلاصه أرشدهم إلى ما يجب عليهم أن يصنعوا في تلك السنوات المخصبات من كثرة الزرع وكثرة الادخار, فخطط لهم ما يمكنهم من تجاوز الأزمة التي سيصابون بها.
وفي هذا درسان لنا: الأول الاهتمام بحسن التخطيط وتحديد الأهداف التي نسعى إلى تحقيقها ولهذا فنجاح الإنسان في دينه ودنياه يعتمد على تحديد أهدافه بدقة, بحيث يختار منها ما ينفعه وينفع غيره, ثم يعمل عملاً دؤوباً لتحقيق هذه الأهداف .
والذي يساعد الإنسان على النجاح في حياته معرفته بثلاثة أمور هي :-
أولاً : أن يكون على معرفة تامة بما يريد أن يعمل , فيحدد أهدافه بدقة .
ثانياً : أن يقوم بخطوات عملية إجرائية لتحقيق أهدافه طالباً العون والتوفيق والتسديد من الله.
ثالثاً : أن يتصف بالصبر والعزيمة حتى يصل إلى ما يصبو إليه من أهداف وغايات .ولابد أن يستفيد المسلم من أوقات فراغه بما يفيده, فلكل إنسان جوانب يتميز بها عن أقرانه وتظهر فيها هواياته ومواهبه , فيعمل على استغلالها وتنميتها وقت فراغه | |
|
يمني أصيل - صديق بدء بقوة -
الجنس : الابراج : الأبراج الصينية : عدد مشاركاتي : 130 تاريخ الميلاد : 17/08/1991 العمر : 33 العمل/الترفيه : طالب الصفة : حبوب رسائل sms : رمضان كريم وكل عام وأنتم بخير الدوله : اليمن المدينة : المكلا نشاطي % : 125 أنضم ألينا في : 08/02/2009
| موضوع: رد: بعض العبر والدروس في سورة يوسف 4 2/17/2009, 1:50 am | |
| أكرر الشكر والتقدير على موضوعك
تقبل تحياتي أخوك
يمني أصيل | |
|