نافذة صحية أطعمة العيد

بسم الله الرحمن الرحيم





يستقبل الناس العيد فرحين مهللين , فكل منهم ينظر إليه كمتعة وفرحة تضفيان عليه أثواب السعادة , وبرود السرور فالحاج يستبشر بالعيد مؤملاً غفران ذنبه ومعتقداً أنه يطوي به حياة قد تكون معتمة ليخط صفحة جديدة نقية في سجل عمره . والشباب يرتقبون العيد بلهفة وشوق لأنهم يجدون فيه متنفساً لنزواتهم ما لذ وطاب من الطعام وشراب والأطفال كذلك إذ يجدون بالحرية التي ينالونها من آبائهم مجالاً لتجربة كل ما حظر عليهم وهنا ينتهي عدم الوعي والانتباه

في تناول الأطعمة والمشروبات بالرجوع إلى الطبيب ويعود ذلك إلى أننا غالباً ما نسيء العيد إلى أجسامنا وعقولنا وأخلاقنا باتباع عادات وتقاليد ضارة ورثناها عن السنوات والعقود الماضية , فقد جرت العادة أن تقدم الأضاحي في الأعياد حتى صار من العادة إطعام من كان جائعاً قدر الإمكان وأن يتخم من كان شبعان فأمسى العيد مرادفاً للتخم المعدية والأطعمة الدسمة , وما أن تبدأ جولة التهاني حتى تبدأ موائد الأطعمة على اختلاف أشكالها وألوانها فيحاول الزوار إرضاء صاحب البيت بتناول بضع لقيمات من الأكل وإن كان الزائر شبعاً ! ولو آلت تلك المجاملة إلى أذى المعدة والأضرار بالجسم , وفي أحسن الأحوال فإن الزيارة تقتصر على عدة قطع من الحلوى المليئة بالدهن والسكر أو على بضع عشرات من فناجين القهوة وعلى هذا يخرج المرء من العيد وقد احتقنت كبده وامتلأ دمه بالرمال , إذا لا شيء أخر على الكبد في بلادنا من إفطار سريع , هذا إن تمكن الأبوان إقناع الطفل بضرورة تناول الفطور يليه الإسراع إلى أماكن تجمع ولعب الأطفال مع حفنة من النقود لتبدأ رحلة تجربة الأطعمة المكشوفة التي غالباً ما تكثر في مثل هذه الأيام لاستغلال غياب الرقابة ليعود الطفل إلى بيته وقد انتفخت معدته من عديد ما تناول من الأطعمة والأشربة في فترات متلاحقة ومتقاربة ويدخل المنزل وقد أنفق ما كان في جيوبه فهلك القوى ضعيف الجسم من كثرة ما ركض وجرى يلفحه الهواء البارد والجو القارس حتى يغدو غير قادر لا على الكلام ولا على الطعام لتتكرر نفس الصورة في اليوم الثاني و الثالث والرابع من أيام العيد الذي ينتهي ببعض الأطفال طريحي الفراش وهنا تبدأ الرحلة مع الطبيب والأدوية وبهذا تنتهي رحلة العيد السعيد بمنغص ووجع وألم سببه غالباً عدم التوعية اللازمة من قبل الآباء وغياب كامل للرقابة .‏

مشكور على موضوعك أخي مراد أتمنى لك التوفيق