قضية الجزيرة بعد الحرب العالمية الثانيةتم تأكيد شروط معاهدة بورسموت لدى اقامة العلاقات السوفيتية اليابانية في عام 1925. مع ذلك فان الوفد السوفيتي أصر على ادراج بند في نص البيان المشترك مفاده ان الاعتراف بهذه المعاهدة لا يعني ان الحكومة السوفيتية تشارك الحكومة القيصرية في مسؤوليتها عن عقد تلك المعاهدة.
تمكن الاتحاد السوفيتي في أثناء الحرب العالمية الثانية من إقناع حليفتيه بريطانيا والولايات المتحدة الامريكية في الائتلاف المضاد لهتلر بالموافقة على اعادة الاتحاد السوفيتي لاراضيه التي احتلتها اليابان. وفي فبراير/شباط عام 1945 عقد في مدينة يالتا المؤتمر الذي توصل الى اتفاق حول موعد دخول الاتحاد السوفيتي الحرب مع اليابان ، وذلك مع شرط ان يعاد الى موسكو بعد انتهاء الحرب القسم الجنوبي من جزيرة ساخالين وجزر الكوريل. وبدأ الاتحاد السوفيتي عملياته الحربية ضد اليابان في شهر أغسطس/آب عام 1945. وتم انزال القوات السوفيتية على جزر الكوريل. فاستسلمت اليابان في 2 سبتمبر/ايلول عام 1945 واعلن الاتحاد السوفيتي عن ضمها الى اراضيه.
وعقد في عام 1951 مؤتمر السلام في مدينة سان فرانسيسكو الامريكية بهدف عقد معاهدة للسلام مع اليبان. ورفض الوفد السوفيتي توقيع المعاهدة التي طرحت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا مشروعا لها، فاقترحت موسكو تعديلاتها للمعاهدة ، ولكن لم يتم اخذها بالحسبان.
وفي عام 1956 توجهت اليابان بطلب انضمامها الى هيئة الامم المتحدة . فتم توقيع البيان المشترك بين البلدين حول تطبيع العلاقات بينهما. وتشير بعض التقييمات الى ان هذه الوثيقة كان من شأنها ان تضعف مواقف الاتحاد السوفيتي فيما يتعلق بمسألة حدودها. وكانت المادة التاسعة للبيان تنص على ان الاتحاد السوفيتي يوافق على " ان تسلم الى اليابان جزيرتا هابوماي وشيكوتان مع شرط أن لا يتم ذلك إلا بعد توقيع معاهدة السلام بين الاتحاد السوفيتي واليابان".
كانت الولايات المتحدة خلال الحرب الباردة تؤيد موقف اليابان في النزاع حول جزر الكوريل الجنوبية وتبذل كل ما في وسعها للحيلولة دون تخفيف الموقف. فاعادت اليابان النظر في موقفها من بيان عام 1956 تحت ضغط الولايات المتحدة. وصارت تطالب باعادة جميع الاراضي المتنازع عليها.
واشترط الاتحاد السوفيتي لتوقيع معاهدة الامن اليابانية الامريكية الجديدة إعادة جزيرتي هابوماي وشيكوتان الى اليابان انسحاب جميع القوات الاجنبية من اراضيها. وردا على ذلك تقدمت اليابان باعتراض مفاده انه لا يمكن ان يغير من جانب واحد مضمون البيان المشترك بين الاتحاد السوفيتي واليبان والذي يعد معاهدة صادق عليها برلمانا كلا البلدين. فوردت بعد فترة تصريحات من الجانب السوفيتي مفادها ان مسألة الاراضي في العلاقات بين الاتحاد السوفيتي واليابان قد تم حلها في نتيجة الحرب العالمية الثانية. ولذلك فقد انتهت بحد ذاتها.
وكان البيانان المشتركان السوفيتي والياباني اللذان تم اتخاذهما في عامي 1973 و1991 ينصان على اهمية توقيع معاهدة السلام بين البلدين وحل ما تبقى من
مسائل النزاع التي خلفتها الحرب العالمية الثانية.
واعترفت طوكيو وروسيا الاتحادية بان الاخيرة هي الوريث الشرعي للاتحاد السوفيتي. وما تزال المباحثات التي كانت تجرى بين الاتحاد السوفيتي واليابان في موضوع عقد معاهدة السلام مستمرة بين اليابان وروسيا الاتحادية.
وخلال الزيارة التي قام بها رئيس روسيا بوريس يلتسين الى اليابان في شهر أكتوبر/تشرين الاول عام 1993 تم توقيع بيان طوكيو، الذي أكد ان "الجانبين أجريا
مباحثات جادة حول تبعية جزر إيتوروب وكوناشير وهابوماي. واتفق الجانبان على مواصلة المباحثات بهدف توقيع معاهدة السلام في أسرع وقت، على أساس مبدأ الشرعية والعدالة".
النزاع بين روسيا واليبان ينتقل الى القرن الحادي والعشرين
وفي الفترة اللاحقة كان ينظر مرارا في مسائل توقيع معاهدة السلام ورسم الحدود بين روسيا واليابان خلال اللقاءات بين زعيمي الدولتين. ونتيجة تلك اللقاءات كان الجانبان يتخذان قرارات ببذل قصارى الجهود لعقد معاهدة السلام بحلول عام 2000 لكن ذلك لم يتم.
وأعرب الرئيس بوتين في عام 2005 استعداده لحل نزاع الاراضي طبقا لبيان عام 1956 ،او بالاحرى تسليم جزيرتي هابوماي وشيكوتان الى اليابان. لكن الجانب اليباني لم يوافق على الحل الوسط.
في يوليو/تموز عام 2007 قبل سيرغي ناريشكين نائب رئيس الوزراء الروسي اقتراح تقدم به ياسوهيسا شيوزاكي سكرتير مجلس الوزراء الياباني بتقديم المساعدة في تطوير منطقة الشرق الاقصى الروسية، وذلك بغية تخفيف التوتر بين البلدين. وكان الحديث يدور حول تطوير الطاقة الذرية ومد كابل الانترنت عبر الاراضي الروسية للاتصال بين اوروبا وآسيا وتطوير البنية التحتية، وكذلك التعاون في مجال السياحة وحماية البيئة والأمن. وكان قد نظر في الاقتراح في يونيو/حزيران عام 2007 خلال قمة الثماني الكبار بين شينزو آبي رئيس الوزراء اليباني وفلاديمير بوتين رئيس روسيا.
وقد جرى في 1 يوليو/تموز اللقاء بين رئيس روسيا دميتري مدفيديف ورئيس الوزراء اليباني تارو أسو، ولم يسفر اللقاء عن حدوث اي تحريك في مسألة الاراضي.
العلاقات التجارية والعلمية بين روسيا واليابان
ازداد التبادل التجاري بين البلدين في السنوات الاخيرة بمقدار 3 أضعاف. وبلغ في عام 2008 ما قيمته 30 مليار دولار. ويحتوي القسم الاكبر من الصادرات اليابانية على آلاليات، بما فيها السيارات. اما المكون الرئيسي للصادرات الروسية الى اليابان فهو الخامات، بما فيها النفط والاخشاب.
وقد شكلت في نوفمبر/تشرين الثاني عام 1994 اللجنة الحكومية المشتركة الخاصة بمسائل التجارة والاقتصاد.
وطرحت اليابان في عام 2006 مبادرة حول توطيد التعاون الروسي الياباني في الشرق الاقصى. وبهذا الصدد تعول روسيا على ان طوكيو ستشارك في تفعيل مشاريع في هذه المنطقة الروسية. ويدور الحديث حول المشاريع التي يقضي بها البرنامج الفيدرالي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في منطقة الشرق الاقصى وما وراء بايكال حتى عام 2013 ، والذي صادقت عليه الحكومة الروسية ، بما في ذلك استصلاح حقول الفحم والحديد وتحديث السكة الحديد العابرة سيبيريا وإنشاء مراكز المواصلات الكبرى والطرق والانفاق والجسور وغيرها من مشاريع البنية التحتية.
الاستثمارات
يتم في الاونة الاخيرة توسيع العلاقات في مجال الاستثمارات بين روسيا واليابان. وبحسب المعلومات الاحصائية فان الاستثمارات اليابانية الاجمالية في روسيا
بلغت عام 2003 ما مقداره 1.9 مليار دولار ، بما فيها مبلغ 1.35 مليار دولار يعود الى الاستثمارات المباشرة و 550 مليون دولار يعود الى ما تبقى من مجالات الاستثمارات. وتشغل اليابان المرتبة الثامنة بين الدول الكبرى التي تستثمر في روسيا.
وتعتبر شركة "تيوتا" من أكبر وأنشط الشركات المستثمرة في الاقتصاد الروسي. وشغلت الشركة في عام 2007 معمل تجميع السيارات في ضاحية بطرسبورغ. وفي نوفمبر/تشرين الثاني عام 2008 قامت شركة "تويوتا" بتفعيل المجمع المتعدد الوظائف الذي يضم المكتب ومستودع قطع الغيار. وتبلغ الاستثمارات في إنشائه قيمة 120 مليون دولار.
وبالاضافة الى ذلك فثمة مشاريع استثمارية كبرى في مجال الطاقة بجزيرة ساخالين واستثمارات شركة السجائر اليابانية "جي تي" في مدينة بطرسبورغ واستثمارات شركة "اساخي غاراسو" في إنشاء معمل الزجاج في مقاطعة نيجني نوفغورود وغيرها من الاستثمارات.
التعاون في مجال الطاقة
تعتبر المشاريع الروسية اليابانية المشتركة في مجال الطاقة احد المكونات الرئيسية للعلاقات الاقتصادية الروسية اليبانية، مثل مشاريع ساخالين على سبيل المثال. وبعد ان اتخذت شركات قطاع الغاز الطبيعي والطاقة الكهربائية اليابانية في مايو/آيار عام 2003 قرارا بتحقيق ارساليات الغاز السائل طويلة الامد في اطار مشروع " ساخالين – 2" قرر المشاركون في المشروع توظيف استثمارات جديدة بمقدار نحو 10 مليار دولار، بما في ذلك مبلغ 5 مليار دولار يعود الى الشركات اليابانية.
وتجري حاليا المباحثات بين شركة ""Japan Pipeline Development Organization اليابانية وشركة " غازبروم" الروسية حول إنشاء المؤسسة المشتركة الخاصة بتجارة الغاز الطبيعي في السوق الاوروبية. كما تعمل شركة ""Japan Pipeline Development Organization منذ عام 1998 على اعداد مشروع إنشاء خط انابيب الغاز الذي سيمتد من جزيرة ساخالين الى جزيرة هوكايدو اليابانية. وبحسب المشروع الذي اعدته شركة " ستروي غاز" الروسية سيمر خط انابيب الغاز بمسارين، أولهما هو البري والبحري بطول 192 كم، بما فيه 63 كم للخط البحري، وثانيهما هو البحري بطول 169 كم. وقد تبلغ قدرة المشروع 3 مليار متر مكعب من الغاز سنويا.
ثمة مثال آخر للتعاون ، وهو مناقشة مسألة إنشاء خط انابيب النفط المؤدي الى ساحل المحيط الهادئ. وفي نوفمبر/تشرين الثاني عام 2005 وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الياباني جونيشيرو كويزمي اتفاقية اولية خاصة بإنشاء خط انابيب النفط هذا. وقد يبلغ طول الخط 4100 كم. وقد تبلغ كلفته 11 مليار دولار. وستعادل قدراته على تمرير النفط 1.5 مليون برميل من النفط يوميا.
التعاون العلمي التقني
بالاضافة الى ذلك يحقق التعاون في مجال التبادل العلمي التقني، سواء كان على المستوى الحكومي في اطار الاتفاقية الموقعة بين الحكومتين حول التعاون العلمي التقني والاتفاقية حول التعاون في مجال البحوث العلمية واستخدام الفضاء الكوني للاغراض السلمية وغيرها من الاتفاقيات، او بين الشركات اليابانية الخاصة ومؤسسات الدراسات والابحاث العلمية الروسية ، وذلك عن طريق إجراء دراسات وأبحاث من مختلف الانواع على قاعدة المركز العلمي التقني الدولي الذي يقع مقره الرئيسي في موسكو، وغيرها من المؤسسات